التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان. فهو حجر الأساس للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، ويعزز التفكير النقدي، ويقوي الهوية الثقافية، ويزيد الثقة بالنفس. كما أنه يسمح بالتفاهم والتعاطف بين الشعوب، ويعود بالفائدة على المجتمعات بأكملها. ومع ذلك، فقد التقيت في مختلف أنحاء العالم بأطفال لا يستطيعون إلا أن يحلموا بالحصول على التعليم. هؤلاء الأطفال المستضعفون واجهوا التمييز والإعاقة والكوارث الطبيعية والصراعات والفقر.
كما التقيت بأشخاص كرسوا حياتهم لتوفير التعليم لهؤلاء الأطفال؛ معلمين ناشدوا من أجل الحماية من الاغتيال. هؤلاء الأفراد الشجعان يكرسون حياتهم لتعليم الأطفال في عالم يتم فيه استهدافهم عمدًا وقتلهم، وتدمير مدارسهم، في محاولات لزعزعة استقرار أوطانهم.
لا يزال هناك، في عام 2022، ما يقرب من 60 مليون طفل في سن التعليم الابتدائي لا يستطيعون الالتحاق بالمدارس. الأرقام قد تكون قوية، لكنها ليست مجرد إحصاءات؛ بل تعكس حياة بشرية حقيقية وقصصًا إنسانية مؤثرة. كل واحد من هؤلاء الستين مليونًا هو طفل حقيقي. هم من ألهموني لإنشاء التعليم فوق الجميع، وهم من يستمرون في تحفيزي كل يوم.
في رحلتنا لجعل التعليم أكثر وصولًا إلى الأطفال الأكثر تهميشًا، تبنينا نهجًا استراتيجيًا ومبتكرًا، يركز على إثبات أن التعليم الآمن والهادف ممكن، حتى في أصعب الظروف. نسعى للنجاح حيث فشل الآخرون، من خلال إقامة شراكات مكرسة، وتطوير حلول متعددة القطاعات ومبتكرة، تدعمها التزامات سياسية قوية. هذه الاستراتيجية مكنتنا بالفعل من توفير التعليم لأكثر من 10 ملايين طفل خارج المدرسة.
بالعزيمة والإصرار، عملنا مع المجتمع الدولي لضمان تبني قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2601، الذي يدين الهجمات على المدارس والمعلمين والأطفال. ثم أنشأنا اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، لأن هذه الهجمات لم تتوقف، وكذلك عملنا لن يتوقف أبدًا.
أطفالنا هم مستقبلنا، وتعليمهم هو الدواء الشافي لأوبئتنا الاجتماعية: التعصب، وعدم المساواة، والحروب، والفقر. لمواجهة آثار الأزمات—إذا كنا نطمح حقًا إلى تحقيق السلام والازدهار للجميع—يجب أن يكون التعليم هو أولويتنا القصوى. لإحداث التغيير الذي نريد رؤيته في العالم، يجب أن نجعل التعليم فوق الجميع.
