بناء قدرات الشباب من أجل مستقبل مستدام
الأزمة المناخية العالمية ودور التعليم
تغير المناخ هو القضية الحاسمة في عصرنا، ونحن في لحظة مفصلية. بدون اتخاذ إجراءات جذرية اليوم، سيصبح التكيف مع هذه التأثيرات أكثر صعوبة وتكلفة للأجيال القادمة.
يتأثر الشباب بشكل غير متناسب بتغير المناخ، على الرغم من أنهم الأقل مسؤولية عن هذه الأزمة. حاليًا، يعيش ما يقرب من 90% من شباب العالم، الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عامًا، في البلدان النامية.
يعد اتخاذ إجراءات لمكافحة تغير المناخ أمرًا مستحيلًا بدون التعليم المناخي. ومع ذلك، تكشف نتائج حديثة لليونسكو أن حوالي نصف الدول التي تمت مراجعتها لم تذكر تغير المناخ في مناهجها الوطنية. علاوة على ذلك، بينما شعر 95% من معلمي المرحلتين الابتدائية والثانوية بأهمية تدريس تغير المناخ، فإن أقل من 30% منهم أعربوا عن استعدادهم لتدريسه. والأكثر إثارة للقلق، أظهرت دراسة حديثة أن 70% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عامًا يشعرون بقلق شديد أو بالغ بشأن تغير المناخ.
يتطلب التصدي للأزمة المناخية العالمية شبابًا مطلعين ومشاركين، مما يجعل التعليم أداةً حاسمة في مواجهة تغير المناخ. إذ نسعى لمكافحة هذه الأزمة، فإن دور التعليم الأخضر في رفع الوعي، وتعزيز الفهم، وتمكين الشباب من إدراك تعقيدات الأزمة المناخية، وترابط تحديات الاستدامة العالمية، وقيادة العمل المناخي المجتمعي، لا يمكن المبالغة في أهميته.
ماذا نفعل؟
منذ تأسيسها في عام 2005، قامت "أيادي الخير نحو آسيا" (ROTA)، بالتعاون مع الشركاء والمتطوعين والمجتمعات المحلية، بتوفير التعليم والتدريب لأكثر من مليوني طفل وشاب في 20 دولة، لتمكينهم من المساهمة في بناء مستقبل مستدام.
في يناير 2023، سلطت المراجعة الاستراتيجية لـ ROTA الضوء على تغير المناخ باعتباره تحديًا رئيسيًا يعوق تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم.
على هذا الأساس، قامت ROTA بمراجعة مهمتها للتركيز على "التعليم من أجل العمل المناخي" لدعم دمج تعليم تغير المناخ في المدارس الثانوية، وتعزيز بناء قدرات الشباب اللاجئين والمجتمعات المحلية في المهارات الخضراء للعمل المناخي. بالإضافة إلى ذلك، ترى ROTA أن تطوير المهارات الخضراء للشباب أمر بالغ الأهمية لإعدادهم لوظائف صديقة للبيئة ضمن الاقتصاد الأخضر.